Skip to content

دور الباتينا: جمال أم تآكل؟

19 Jul, 2025 100
دور الباتينا: جمال أم تآكل؟

ببساطة، الباتينا هي عملية تأكسد طبيعية تحدث بمرور الوقت على المعادن وغيرها من المواد الطبيعية. ينتج عنها طبقة سطحية قد تتراوح ألوانها بين الأخضر الكلاسيكي (كما في النحاس) إلى درجات داكنة أو حتى ألوان قوس قزح.

تظهر الباتينا في الساعات تحديدًا على:

المينا: حيث يتحول لونها أو تظهر عليها بقع و تدرجات أو حتى شروخ خفيفة.

العقارب والمؤشرات: قد تُصبح باهتة أو تميل للون الكريمي أو الأصفر بسبب تقادم مادة التوهج.

الإطار: قد يتلاشى لونه تدريجيًا خاصة في ساعات الغوص.

الهيكل المعدني: يمكن أن يتأكسد أو يُصبح داكنًا بفعل الرطوبة والعرق والملوحة.

السير الجلدي: يكتسب نعومة ولمعانًا مع الاستخدام ويصبح أغمق وأكثر شخصية.

كل هذه التغيرات لا تحدث بين عشية وضحاها بل هي ثمرة سنوات من الاستعمال والعيش وهذا ما يجعل الباتينا فريدة وغير قابلة للاستنساخ.

لماذا تُعد الباتينا محبوبة في عالم الساعات؟

في الوقت الراهن … أصبح معظم هواة جمع الساعات يركزون بشكل متزايد على اقتناء ساعات الفنتج نظراً لما تتمتع به من طابع أصيل وتفرد في تفاصيلها لا سيما تلك التي تظهر عليها علامات الباتينا.

 الأصالة والتاريخ

تُعد الباتينا دليل واضح على أن الساعة لم تخضع لأي تلميع أو تعديل أو استبدال في أجزائها مما يعزز من مصداقيتها في سوق تنتشر فيه النماذج المقلدة والمعدلة.

 الندرة

لا توجد باتينتان متطابقتان. كل تغير في اللون أو الشكل نتج عن ظروف بيئية وشخصية فريدة مثل: درجة الحرارة و التعرض للشمس و مستوى الرطوبة وحتى نمط حياة المالك.
 

 الاستثمار

بعض أنواع الباتينا تزيد من قيمة الساعة بمرور الزمن، خاصة إذا كانت تروبيكال دايل أو قوست بيزل أو تدرجات طبيعية في لون المينا.
وفي المزادات العالمية يُمكن لساعة من خمسينات القرن الماضي بباتينا جذابة أن تُباع بأضعاف سعرها الأصلي.

أنواع الباتينا المفضلة

تروبيكال دايل

هو تحوّل لون الميناء الأسود إلى البني الداكن بفعل التعرض الطويل لأشعة الشمس. ظهرت هذه الظاهرة في الأربعينيات من القرن الماضي حيث جلب الجنود العائدون من الحرب العالمية الثانية ساعات تعرضت لبيئات استوائية مما أدى إلى تغير لون المينا. في تلك الفترة لم تكن الساعات مصممة لتحمل الظروف البيئية القاسية مما أدى إلى تغير لون الأقراص بمرور الوقت.
تظهر هذه الظاهرة في ساعات رولكس وأوميغا القديمة وتُعد مرغوبة بشدة.

قوست دايل

القوست دايل هي المينا التي يظهر فيها النص أو الشعارات بشكل باهت أو شبه غير مرئي مما يعطيها مظهر شفاف أو شبح. تحدث هذه الظاهرة غالبًا نتيجة تفاعل المواد المستخدمة في الطباعة مع الضوء والحرارة على مر السنين مما يؤدي إلى تلاشي النصوص تدريجيًا.

كريمي لومي

تحوّل لون مادة التوهج السوبر لومينوفا أو Tritiumمن الأبيض إلى الأصفر أو الكريمي بفعل الزمن وهو ما يعطي العقارب والمؤشرات لمسة كلاسيكية.

سبايدر دايل

تشققات دقيقة على سطح المينا تُشبه خيوط العنكبوت وتظهر غالبًا في ساعات معينة بسبب اختلاف تمدد المواد. وهي محبوبة لدى البعض ومنفرة لآخرين.

في السنوات الأخيرة، بدأ بعض البائعين أو المُرممين في افتعال الباتينا صناعيًا لجعل الساعات تبدو قديمة وقيمة.
لكن الباتينا الصناعية لا تملك روح الزمن وغالبًا ما يمكن للخبراء اكتشافها بسهولة، مما قد يُفقد الساعة جزء كبير من قيمتها السوقية.

 

 الباتينا ليست دائمًا مرغوبة

رغم كل ما سبق، ليست كل أنواع الباتينا محببة

إذا كانت الباتينا ناتجة عن تلف مائي، صدأ، أو تآكل داخلي فإنها تُعتبر ضرر وليست قيمة مضافة.

كذلك، إذا شوهت الباتينا المعلومات الموجودة على الميناء (كالعلامات أو الشعارات) فإنها تُضعف من جاذبية الساعة.

لذلك لا بد من التوازن بين جمال الباتينا وسلامة الساعة الفنية والوظيفية 

 

رولكس سبمارينر – المرجع 5513  

يُعد هذا الاصدار من أبرز النماذج الكلاسيكية لدى جامعي الساعات. يتميز بتحول لون المينا من الأسود إلى البني نتيجة التعرض لأشعة الشمس وتوهج كريمي على العقارب. هذه التغيرات الطبيعية رفعت من قيمته ليصل سعره إلى ما يزيد عن 70,000 دولار أمريكي اي ما يعادل  21,700 دينار كويتي.

أوميغا سبيدماستر – بري مون 1969 

يُعرف هذا النموذج بمكانته التاريخية المرتبطة بمرحلة ما قبل الهبوط على القمر. تميزت بعض نسخه بباتينا خفيفة على المؤشرات وإطار باهت، مما جعلها أكثر جاذبية من الإصدارات المُجددة.

كانت ساعة أوميغا سبيد ماستر تُستخدم مادة التريتيوم المضيئة في تصنيع المينا ومع تقدم هذه المادة في العمر تبدأ بالتحلل وتتحول ألوانها من الأصفر الساطع إلى لون رملي باهت.
بالإضافة إلى ذلك فإن الطلاءات القديمة المستخدمة على المواني لم تكن مستقرة كيميائيًا وكانت تتغير عند تعرضها للشمس أو الرطوبة. فتصوّر أن هذه الساعة، التي كانت سوداء يومًا ما أصبحت الآن بنية اللون.

 

باتيك فيليب كالاترافا – اصدارات الفنتج 

تُظهر بعض النسخ القديمة من هذا الطراز باتينا خفيفة على المينا والهيكل الذهبي. الحفاظ على حالتها الأصلية دون صقل يرفع من قيمتها بشكل ملحوظ في المزادات.

تودور سبمارينر سنو فليك 

أُنتج هذا الطراز في سبعينيات القرن الماضي ويُعرف بعقاربه الزاويّة ومؤشراته التي تُظهر باتينا واضحة. هذه السمات جعلته من النماذج المطلوبة بشكل متزايد بين الهواة.

ليب نوتيك سوبر كومبريسر 

ساعة غوص فرنسية من ستينيات القرن العشرين بحجم 36 مم. ما يميزها هو تغير لون المادة المضيئة (التريتيوم) إلى لون رملي أنيق داخل الأرقام والعقارب مما يضفي تباين جذاب مع خلفية المينا السوداء اللامعة.

هويير مونتي كارلو – داش تايمر

ساعة توقيت نادرة كانت تُباع لدى شركة أبركرومبي آند فيتش في الستينيات. تتميز بـ باتينا برتقالية جميلة على المينا إلى جانب أوراقها وصندوقها الأصليين اللذين يحملان طابع عتيق يُظهر عمر القطعة.

 أنجيلوس كرونوداتو – تريبل كالندر كرونوقراف

ساعة من أربعينيات القرن الماضي يتميز ميناؤها الرمادي بباتينا نقطية ناتجة عن تقشر الطلاء وظهور النحاس تحته. رغم أنها تُعد عيب تقني إلا أن التناسق في هذه العلامات يجعل مظهر الساعة فريد وجذاب.

 كورنافين 

ساعة غوص نادرة من الستينيات تظهر فيها مادة التوهج وقد تحولت من الأبيض إلى البني الداكن مما يضفي لمسة دفء وأناقة على المينا السوداء. كما أن دايل الساعات الداخلي اكتسب لون شبيه بالرق القديم.

 أوديمار بيغيه رويال أوك تروبيكال

إصدار نادر من سبعينيات القرن الماضي من ساعة رويال اوك الشهيرة. تحوّل لون المينا من الأسود إلى النحاسي بفعل التعرض لأشعة الشمس وهو ما يمنح كل قطعة مظهر فريد لم يكن متاح في الإصدارات الأصلية.