Skip to content

كولوكيوم: مشروع يرفض القالب التقليدي

18 Jun, 2025 27
كولوكيوم: مشروع يرفض القالب التقليدي

تأسست منصة كولوكيوم في عام 2020 على يد ثلاثة مهنيين في صناعة الساعات السويسرية وهم: مانيول إمش و بارث نوسباومر وأمر سندي المعروف باسم هوروفايل.

 لم تنطلق كولوكيوم بهدف تأسيس علامة تجارية تقليدية أو الدخول في منافسة مباشرة مع دور صناعة الساعات الراسخة بل نشأت كمشروع بديل يتجاوز الأطر التسويقية الكلاسيكية ويتبنّى فكرة العمل من الصفر دون تاريخ مسبق أو توجيه فني موروث.

اسم كولوكيوم مشتق من الكلمة الألمانية "كولوكفيوم" والتي تعني ندوة أو حوار أكاديمي أي نقاش مفتوح يجمع بين مجموعة من المختصين لتبادل الأفكار والآراء. وقد اختار المؤسسون هذا الاسم ليعكس بدقة طبيعة المشروع الذي يقوم على مشاركة الرؤى وابتكار تصاميم جديدة في عالم صناعة الساعات بعيدًا عن النموذج التجاري التقليدي القائم على العلامات الثابتة.

الفريق المؤسس أمضى سنوات طويلة يعمل خلف الكواليس في تطوير وتصميم منتجات لعلامات شهيرة لكنه وصل إلى مرحلة لم يعد فيها هذا الإطار مقبولًا بالنسبة له. الرغبة في التحرر من القيود الإنتاجية والتسويقية دفعته إلى إطلاق مشروع يتيح له صناعة ساعات تعكس أفكاره الخاصة دون تدخل خارجي أو قيود تجارية.

فلسفة المشروع

لا تعتبر كولوكيوم نفسها علامة تجارية بل "منصة قائمة على المشاريع" فهي لا تنتج ساعات وفق جدول زمني موسمي ولا تعتمد على كتالوج ثابت. بدلاً من ذلك، تُطلق منتجاتها على شكل مشاريع منفصلة لكل منها طابعه الخاص مبنية على أفكار تصميمية ومفاهيم فكرية تتغير من مشروع إلى آخر.

تتبع كولوكيوم أسلوب تصميم تُطلق عليه  اسم الساعة النيو-بروتالية وهو مستوحى من عناصر معمارية صارمة تُعرف بالعمارة الوحشية ومن ملامح الفن الصناعي إضافة إلى تأثيرات موسيقية من فرقة كرافتويرك الألمانية التي تمثل تيار السِّينث بوب وأجواء أدبية من عالم الخيال العلمي.

هذا الأسلوب يمنح ساعات كولوكيوم مظهر بسيط عند النظرة الأولى لكن عند التمعّن تظهر طبقات معقدة من التفاصيل تشمل تنوّع الخامات و ملمس الساعات والتباين الواضح بين الإضاءة والظل.

أول مشروع: بروجيكت 01

أول منتج أطلقته كولوكيوم كان ساعة بروجيكت 01. تم تطوير الساعة بالكامل من الصفر دون الاستناد إلى قوالب جاهزة أو مكونات سابقة. عُرضت أول نسخة منها عام 2023 وطرحت بإصدار محدود لم يتجاوز 99 قطعة خُصصت للأصدقاء والمقرّبين.

تتميّز هذه الساعة بقالب من الستيل المصبوب بتقنية داي كاستينغ بحجم 40 مم وسماكة تقارب 11 مم. أما الدايل الداخلي فقد تم تشكيله من مئات الأعمدة الصغيرة المطلية بمادة سوبرلومينوفا المضيئة ما يمنحها مظهر ثلاثي الأبعاد أشبه بالأعمال الفنية التجريبية. زُوّدت الساعة بمحرك أوتوماتيك بمخزون طاقة يصل إلى 68 ساعة.

التوسّع عبر الإصدارات المحدودة

لاحقًا، طوّرت كولوكيوم إصدار عام تحت اسم فارينت بي ولاقى نجاح فوري بعد أن نفدت الكمية المطروحة خلال أقل من دقيقتين. تبع ذلك طرح إصدارات متتابعة مثل فارينت دي  وفارينت إي و فارينت إف وجميعها حافظت على نفس البنية التقنية مع تغييرات في المواد المستخدمة في الدايل أو الألوان أو تأثيرات الإضاءة.

فارينت دي

فارينت إي ون

فارينت إف

الإصدار الأحدث ،فارينت إف، كُشف عنه في يونيو 2025. استخدم هذا الإصدار تقنية جديدة لإضاءة الدايل تسمى ليخت بلوك وهي مزيج من السيراميك والراتينج مدمج بمادة سوبرلومينوفا مما يعطي القرص لمعان بنفسجي مكثف ويزيد من فعالية الإضاءة الليلية بشكل ملحوظ. كانت الساعة باصدار محدود بكمية لا تتجاوز 399 قطعة وبسعر 3,666 فرنك سويسري مع عرض مباشر عبر الموقع الإلكتروني الخاص بكولوكيوم.

التميّز في النمط والعمل

ما يميز كولوكيوم عن غيرها من شركات الساعات هو تمسّكها بمبدأ الاستقلال الكامل. لا تخضع مشاريعها لتوجهات السوق أو المتطلبات الموسمية. لا تُنتج ساعاتها لتناسب أذواقًا جماهيرية بل تُصمَّم وتنفَّذ كقطع فكرية ملموسة. الإنتاج محدود و التسويق شبه معدوم و الانتشار يتم بشكل دقيق عبر قنوات محددة غالبًا ما تشمل المجتمعات الرقمية المهتمة بالتجريب والتصميم الصناعي.

كذلك، تعتمد كولوكيوم على سرد دقيق لكل مشروع بحيث يتم عرض تفاصيل المكونات و مراحل الإنتاج والخلفيات الفكرية المصاحبة، عبر موقعها الرسمي أو عبر مقالات تحليلية في منصات مختصة مثل مونوكروم ووتشز و ورن آند وُوند و إس.جي.إكس ووتشز.

منذ تأسيسها عام 2020 حافظت كولوكيوم على خط إنتاج محدود لكنها فرضت حضورها عبر مفهومها المختلف وتركيزها على التفاصيل وابتعادها عن القوالب التقليدية لصناعة الزمن.