Skip to content

تاريخ شركة تودور وعلاقتها برولكس

22 Jun, 2025 80
تاريخ شركة تودور وعلاقتها برولكس

 

تملك تودور السويسرية إرث غني وارتباط وثيق بعلامة رولكس، إذ بدأت قصتها في عام ١٩٢٦ حين قام صانع الساعات فيليب هوثر بتسجيل اسم العلامة التجارية "تودور" رسميًا وذلك بتكليف مباشر من هانز ويلزدورف مؤسس رولكس.

 لم يكن الهدف من ذلك تأسيس شركة مستقلة على الفور، بل كان ويلزدورف يسعى لإطلاق علامة فرعية تعكس جودة رولكس المعروفة، ولكن بسعر أكثر قبولًا.

في ذلك الوقت، كانت رولكس تمر بمرحلة دقيقة في طريقها نحو العالمية ومع وجود بعض القيود القانونية والتنظيمية في سويسرا، اختار ويلزدورف تسجيل اسم تودور باسم طرف ثالث موثوق.

وبعد عشر سنوات، وتحديدًا عام ١٩٣٦ أصبحت ملكية العلامة تعود رسميًا لهانز ويلزدورف في خطوة تمهيدية لتطوير تودور كعلامة مستقلة تحمل طابع بصري خاص يتمثل في رمز الوردة الإنجليزية المستوحاة من سلالة آل تودور الملكية في إنجلترا كدلالة على الهوية البريطانية والأناقة الكلاسيكية.

دعم رولكس وتأسيس الشركة رسميًا

في عام ١٩٤٦ وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أسس ويلزدورف شركة تودور بشكل رسمي في جنيف، بدعم مباشر من رولكس التي ساهمت في التطوير التقني والتسويق والتوزيع. وقد ضمنت هذه العلاقة أن تتوفر ساعات تودور بجودة ميكانيكية عالية، مستندة إلى الخبرة العريقة لرولكس، ولكن ضمن فئة سعرية مختلفة وأكثر مرونة.

بحلول نهاية الأربعينات، أطلقت تودور أول ساعة أوتوماتيكية مقاومة للماء ضمن مجموعة أويستر باستخدام نفس قالب رولكس الشهير، وهو ما ساعد في ترسيخ صورة تودور كخيار عملي وموثوق.

أدوات للمهنيين والمستكشفين

جاءت الانطلاقة الحقيقية لتودور عام ١٩٥٢ مع ساعة أويستر برنس التي صممت لتحمل ظروف العمل القاسية واستُخدمت من قبل سائقي السباقات والعلماء وحتى المشاركين في بعثات استكشافية إلى غرينلاند والقطب الشمالي، ما عزز مكانتها كساعة أدوات حقيقية.

الدخول إلى عالم الغوص

في ١٩٥٤، دخلت تودور عالم الغوص بقوة مع إطلاق أول ساعة صبمارينر التي سرعان ما أصبحت الخيار الرسمي للبحرية الفرنسية والجيش الأمريكي نظرًا لدقتها وصلابتها. وفي عام ١٩٥٨ قدّمت تودور المرجع ٧٩٢٤ بقدرة مقاومة للماء حتى عمق ٢٠٠ متر، محافظةً على هوية رولكس التصميمية، لكنها بدأت تبرز لمستها الخاصة.

ومع بداية الستينيات، طرحت الشركة تصاميم جديدة للعقارب والمؤشرات – أبرزها العقارب ذات الشكل المربع المعروف بـ سنوفليك التي ظهرت عام ١٩٦٩ بهدف تعزيز الوضوح تحت الماء. هذا النمط من العقارب أصبح لاحقًا علامة مميزة في ساعات مثل بيلاغوس.

التنوع والوظائف المتقدمة

قدّمت تودور  عام ١٩٨١ الساعة برقم مرجعي 94001 والتي تضمنت ميزة جديدة تسمح بتعديل موضع التاج لتناسب المستخدمين من أصحاب اليد اليمنى أو اليسرى وهو ما عكس اهتمام العلامة بالجانب العملي والوظيفي في التصميم.

أما في عالم الكرونوقراف فدخلت تودور الساحة في السبعينات مع ساعة أويسر ديت كرونوقراف بحجم ٣٩ مم بمحرك تكويك يدوي وألوان جريئة مستوحاة من سباقات السيارات مثل البرتقالي، الأبيض، والرمادي. وقد جاءت مقاومة للماء حتى عمق ٥٠ مترًا، وزُوّدت بتاج برغي وسوار أويستر.

نجاحات تودور الحديثة

في عام ٢٠١٨ سجّلت تودور نجاح كبير بإطلاق ساعة بلاك باي 58 التي استوحت تصميمها من أول صبمارينر (المرجع ٧٩٢٢). تميزت الساعة بحجم ٣٩ مم ومقاومة للماء حتى ٢٠٠ متر، مع احتياطي طاقة يصل إلى ٧٢ ساعة – أي أكثر من ضعف ما كان في النسخة الأصلية.

اختارت تودور استخدام عقارب سنوفليك بدلًا من عقارب ميرسيدس تعزيزًا لهوية الساعة كأداة غوص احترافية، وضمانًا لرؤية أفضل في الإضاءة المنخفضة.

تودور وعالم السباقات

منذ عام ٢٠١٧ دخلت تودور رسميًا عالم الفورمولا ١ من خلال شراكة مع فريق ريد بُل ريسينغ كراعٍ رسمي للوقت. وجاءت هذه الخطوة انعكاسًا لهوية العلامة التي تقوم على الدقة، المتانة، والتصميم الذي يتحمّل الظروف القاسية.

وفي ٢٠٢٤ توسّعت الشراكة مع فريق Visa Cash App RB التابع لمجموعة ريد بُل، حيث أصبح شعار تودور حاضرًا على سيارات السباق وأزياء السائقين، تعزيزًا لحضور العلامة في المشهد الرياضي العالمي. واحتفالًا بهذه الخطوة، أطلقت تودور إصدار خاص من ساعة بلاك باي سيراميك باللون الأزرق المستوحى من هوية الفريق، مزوّدة بمحرك حاصل على شهادة ماستر كرونوماستر.

شراكات في عالم الإبحار

لم تكتفِ تودور بالفورمولا ١، بل دخلت أيضًا عالم الإبحار عبر شراكتها مع فريق ألينغي ريد بُل ريسينغ المشارك في بطولة كأس أمريكا للإبحار، وهي واحدة من أعرق البطولات البحرية على الإطلاق. وقدّمت تودور إصدارين خاصين من ساعة بيلاغوس FXD تكريمًا لهذه الشراكة.