Skip to content

ساعات غيّرت مجرى الأحداث العالمية

18 Jun, 2025 37
ساعات غيّرت مجرى الأحداث العالمية

الساعة ليست مجرد أداة لقياس الزمن و في بعض اللحظات كانت عنصر حاسم في توجيه الأحداث أو إلى رمز ثقافي وجمالي ظلّ حاضراً عبر الأجيال. سنذكر لكم خمس ساعات استثنائية كان لها دور في تغيير التاريخ.

رحلة إلى القمر... وبرفقة أوميغا

في السادس عشر من يوليو عام 1969 انطلقت بعثة أبولو 11 التابعة لوكالة ناسا في أول مهمة مأهولة إلى سطح القمر. كان رواد الفضاء نيل آرمسترونغ وباز ألدرن إلى جانب مايكل كولينز على متن المركبة الفضائية مزودين بمعدات وتقنيات متقدمة لضمان نجاح المهمة. من بين هذه التجهيزات حمل كل رائد فضاء ساعة اوميغا سبيد ماستر التي تم اختيارها من قبل ناسا بعد سلسلة من اختبارات التحمل الشديدة.

في لحظة حاسمة خلال الرحلة تعطلت أنظمة التوقيت الإلكترونية داخل وحدة القمر مما جعل الاعتماد على الساعة الميكانيكية أمر حتمي. استخدم باز ألدرن ساعة أوميغا لتوقيت اشتعال محركات الهبوط والعودة وهو توقيت بالغ الدقة كان سيسبب كارثة في حال حدوث أي خطأ. منذ ذلك الحين، اكتسبت هذه الساعة لقب  مون ووتش وتم توثيق دورها في واحدة من أعظم الإنجازات البشرية.

رولكس دايتونا وبول نيومان: من السباق إلى المزاد

يرتبط اسم ساعة رولكس دايتونا بشكل وثيق باسم الممثل الأمريكي الأسطوري بول نيومان المعروف بشغفه برياضة سباق السيارات وقد تلقّى الساعة كهدية من زوجته جوان وودوارد في أواخر الستينيات. نقش على خلفية الساعة عبارة "قد بحذر – مع محبتي". 

ارتدى نيومان الساعة بانتظام خلال مسيرته في السباقات وأصبحت جزء من هويته الشخصية. لكن المفاجأة الحقيقية حدثت في أكتوبر 2017 حين بيعت الساعة الأصلية الخاصة به في مزاد أقامته دار فيليبس بسعر قياسي بلغ 17.8 مليون دولار أمريكي، لتصبح أغلى ساعة معصم تُباع في التاريخ آنذاك. تمثل هذه القصة مثال فريد على كيف يمكن لتفصيلة شخصية أن تتحول إلى أثر ثقافي واستثماري بالغ الأهمية.

سيكو أسترون: الشرارة الأولى لأزمة الكوارتز

في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1969، أطلقت شركة سيكو اليابانية أول ساعة يد تعمل بتقنية الكوارتز: سيكو استرون 35SQ. كانت هذه الساعة مختلفة تمامًا عن جميع الساعات المتوفرة في الأسواق آنذاك. فقد اعتمدت على ذبذبة إلكترونية من بلورة كوارتز ما منحها دقة استثنائية وتكلفة إنتاج منخفضة مقارنة بالساعات الميكانيكية السويسرية.

أحدثت هذه الساعة ثورة حقيقية في صناعة الساعات وأدت إلى ما يُعرف لاحقًا بـ أزمة الكوارتز حيث فقدت آلاف الشركات السويسرية قدرتها على المنافسة وأغلقت مصانع عريقة أبوابها. استمرت الهيمنة اليابانية لعقدين تقريبًا قبل أن تعيد سويسرا تنظيم صناعتها من خلال إطلاق سواتش لاحقًا. لكنّ الأثر الذي أحدثته ساعة أسترون لا يزال يُدرّس حتى اليوم كنقطة تحوّل جوهرية في تاريخ الصناعة.

بلان با فيفتي فاثومز: ساعة أعماق البحار

مع بداية خمسينيات القرن الماضي، تطلّبت العمليات العسكرية والبحرية الحديثة تجهيزات أكثر تطورًا بما في ذلك أدوات توقيت موثوقة يمكن استخدامها تحت الماء.

استجابت دار بلان با لهذا التحدي عبر تقديم أول ساعة غواصين حقيقية في العالم: فيفتي فاثومز والتي تم تطويرها بالتعاون مع القوات البحرية الفرنسية.

تميّزت الساعة بقدرتها على مقاومة ضغط الماء حتى عمق 91 متر إضافة إلى مينا كبيرة ومضيئة تسهّل القراءة في الظلام، وإطار دوار لحساب وقت الغوص.

أصبحت هذه الساعة معيار دولي وتم اعتمادها لاحقًا من قبل قوات بحرية متعددة حول العالم. كما رافقت المستكشف الفرنسي جاك كوستو في بعثاته الشهيرة، ما عزّز من قيمتها الرمزية والتقنية.

باتيك فيليب 1518: عبقرية في قلب الحرب

في عام 1941، في أوج الحرب العالمية الثانية، أعلنت دار باتيك فيليب عن إصدار مرجع 1518 وهو أول طراز ساعة يد في العالم يجمع بين تعقيدين رئيسيين: الكرونوغراف والتقويم الدائم. 

تم إنتاج 281 قطعة فقط من هذا الطراز النادر و تميز التصميم بالدقة الفائقة والنقاء البصري والاعتماد الكامل على ميكانيكا يدوية الصنع. ترسّخ المرجع 1518 كمثال على كيف يمكن للفن والتقنية أن يشكّلا معًا إرث خالد حتى في أحلك فترات التاريخ.