باتيك فيليب 1518 التحفة النادرة التي كسرت الأرقام القياسية

باتيك فيليب 1518 التحفة النادرة التي كسرت الأرقام القياسية

تعد باتيك فيليب 1518 واحدة من أعظم الإنجازات الهندسية والفنية. أُطلقت لأول مرة عام 1941 خلال الحرب العالمية الثانية وكانت أول ساعة يد في العالم مزودة بـتقويم دائم وكرونوقراف يتم إنتاجها بكميات تجارية مما جعلها ابتكار مهم في صناعة الساعات. كان هذا الاصدار بداية سلسلة من الطرازات الشهيرة مثل 2499، 3970، 5970، وحتى 5270 الحديثة. ولكن ما يجعلها أكثر تميزًا هو ندرتها، خاصةً النسخ المصنوعة الستيل والتي تعتبر الكأس المقدسة في عالم الساعات.

رقم الهيكل 508475(3) هنا في عام 2005، تم تصويره لكتاب نُشر بواسطة بارميجياني

لماذا تعتبر 1518 كنزًا نادرًا؟

بين عامي 1941 و1954 تم تصنيع 281 قطعة فقط من هذه الساعة مما يجعلها واحدة من أندر الساعات في العالم. كانت معظم الإصدارات مصنوعة من الذهب الأصفر وحوالي 55 قطعة فقط من الذهب الوردي ولكن النسخ المصنوعة من الستيل كانت أكثرها تفردًا حيث لم يتم إنتاج سوى أربع نسخ فقط منها.

كانت صناعة الساعات الفاخرة في تلك الفترة تعتمد بشكل أساسي على المعادن الثمينة مثل الذهب والبلاتينوم لذلك كان إنتاج ساعة معقدة من الستيل أمر نادر للغاية.

تمتاز باتيك فيليب 1518 بتصميم يعكس البساطة الممزوجة بالتعقيد الميكانيكي المتطور. تأتي بحجم 35 مم ومينا بتوزيع متقن للعناصر حيث يعرض التاريخ والشهر عند موضع الساعة 12مع وجود عدادات الكرونوقراف عند الساعتين 3 و9 بالاضافة إلى مؤشر أطوار القمر والتاريخ عند الساعة 6. كما أنها مزودة بـمقياس تاكيمتري على الحافة الخارجية، مما يعزز وظائفها العملية.

تعمل الساعة بواسطة محرك يدوي من طراز كاليبر 13-130Q الذي يعتمد على قاعدة ميكانيكية من فالجو ولكنها خضعت لتعديلات دقيقة من قِبل باتيك فيليب. هذه التعديلات جعلت من المحرك واحد من أدق وأجود الحركات التي عرفتها صناعة الساعات.

أرقام قياسية غير مسبوقة

كتالوج أوريون لعام 1989 يعرض ساعة 1518 المصنوعة من الفولاذ. الصورة مقدمة من مجموعة موناكو ليجند

بسبب ندرتها وأهميتها التاريخية حققت باتيك فيليب 1518 أرقام قياسية في المزادات العالمية. في عام 2016 تم بيع إحدى النسخ الفولاذية في مزاد فيليبس مقابل 11 مليون دولار تقريباً مما جعلها أغلى ساعة يد من باتيك فيليب يتم بيعها في مزاد علني في ذلك الوقت. ولكن المفاجأة الكبرى جاءت في عام 2025 حيث تم الإعلان عن بيع نسخة أخرى من الساعة عبر موناكو لينجد قروب بسعر يتجاوز 20 مليون دولار مما قد يجعلها أغلى ساعة يد تم بيعها على الإطلاق.

وفي تعليقه على هذا الحدث، صرّح دافيدي بارميجياني، رئيس موناكو ليجند قروب بأن هذه الساعة تمثل فيراري 250 GTO في عالم الساعات وأنها ستظل دائمًا القطعة الأكثر رغبة بين الأثرياء.

القصة وراء هذه النسخة الفولاذية من باتيك فيليب 1518 تعود إلى الثمانينات حيث تم اكتشافها لأول مرة في شارع 47 في نيويورك وكانت حينها معروضة للبيع بسعر 4,500 دولار فقط ولكنها لم تجد مشتري لعدة أشهر. في عام 1989 تم عرضها في مزاد أوريو وبيعت مقابل 281,600 دولار وكان أحد المشترين البارزين آنذاك هو مؤسس علامة إترو.

 وبعد سنوات في 1995، وصلت قيمتها إلى 531,869 دولار في مزاد أنتيكوروم ولكن المفاجأة كانت في عدم بيعها خلال المزاد وتم بيعها لاحقًا عبر صفقة خاصة.

الجهة الخلفية من كتالوج أنتيكوروم لعام 1995، تعرض ساعة 1518 المصنوعة من الستيل

في عام 2004 دخلت الساعة مرحلة جديدة في رحلتها عندما اشتراها دافيدي بارميجياني مقابل 1.1 مليون دولار. منذ ذلك الحين بقيت الساعة داخل دائرته الخاصة من جامعي الساعات في إيطاليا و تم تداولها مرتين خلال العقدين الماضيين حتى وصلت اليوم إلى مرحلة البيع الخاص بسعر يتجاوز 20 مليون دولار.

لماذا البيع الخاص بدلاً من المزاد العلني؟

في حين أن المزادات العلنية قد تحقق أسعار مرتفعة فإن تجاوز حاجز 20 مليون دولار يتطلب استراتيجية مختلفة. أوضح بارميجياني أن مثل هذه الساعات النادرة يصعب بيعها بالمزاد لأن الأسعار تتوقف غالبًا عند 5-10 مليون دولار. ولهذا، يُفضل البيع الخاص لأنه يتيح للمشتري فرصة التفكير بهدوء واتخاذ القرار الصحيح دون ضغط المنافسة في المزاد. وأشار إلى أنه منذ الإعلان عن عرض الساعة للبيع تلقى عدد كبير جداً من الطلبات مما يجعله واثقًا من أنها لن تبقى متاحة لفترة طويلة.

هناك توقعات بأن تصل قيمتها إلى 50 مليون دولار خلال السنوات القادمة، تبقى الأسئلة قائمة: هل ستكون هذه الساعة الاستثمار الأفضل في عالم الساعات الفاخرة؟ أم أن سوق الساعات الفاخرة بدأ يتجاوز الحدود المنطقية؟ 



Back to blog

Leave a comment