تُعد جيجر لوكولتر من الشركات القليلة التي تصنع جميع ساعاتها من الصفر داخل مصانعها، مما يعكس التزامها التام بالحرفية والجودة على مدار أكثر من 200 عام.
وادي جيو وورشة لوكولتر
تعود جذور جيجر لوكولتر إلى عام 1833 عندما أسس أنطوان لوكولتر ورشة صغيرة في وادي جيو في سويسرا المعروف باسم وادي التعقيدات الساعاتية.
كان وادي جيو بمثابة مركز لصناع الساعات التقليديين، لكن لوكولتر كان صاحب رؤية مبتكرة ومختلفة عن باقي صانعي الساعات في ذلك الوقت. كان هدفه أن يرفع دقة الساعات إلى مستويات غير مسبوقة، وهو ما دفعه للبحث عن وسائل وتقنيات جديدة لتحسين أدواته.


في 1844، ابتكر لوكولتر جهاز يسمى المليونومتر، وهو أداة قادرة على قياس الأجزاء الصغيرة للغاية بدقة ميكرونية، مما جعل من الممكن صناعة قطع ساعات أكثر دقة وصغرًا من أي وقت مضى. هذا الابتكار لم يقتصر فقط على تحسين أداء الساعات، بل وضع لوكولتر في طليعة صناع الساعات السويسريين، ليؤسس سمعة ممتازة لشركته.
في عام 1851 فازت الشركة بالميدالية الذهبية في المعرض الكبير في لندن، وهو إنجاز عالمي مهم سلط الضوء على قدرة جيجر لوكولتر في فن صناعة الساعات.
الشراكة مع إدموند جيجر
ومع تطور الزمن دخلت الشركة في مرحلة جديدة من التوسع والابتكار، وذلك عبر الشراكة المهمة التي أُبرمت في 1903 بين جاك-دافيد لوكولتر، حفيد المؤسس، و إدموند جيجر، الصانع الفرنسي المشهور.
كان إدموند جيجر قد اكتسب شهرة واسعة في مجال الساعات بفضل تقنياته المتطورة وكان من أبرز المتخصصين في صناعة الساعات عالية الدقة. تم تسمية المصنع انذاك باسم قراند ميزون - الدار العريقة. وبعد سنوات من الشراكة المثمرة، أطلق على المصنع اسم جيجر لوكولتر وكان مصنع يجمع بين الهندسة الدقيقة السويسرية والفن الراقي الفرنسي مما منح الشركة قوة دفع كبيرة.
بدأت جيجر لوكولتر في توسيع نطاق ابتكاراتها لتشمل مجموعة واسعة من الساعات الميكانيكية المعقدة. في عام 1928، قدمت الشركة واحدة من أعظم ابتكاراتها في صناعة الساعات: ساعة أتموس.
كانت ساعة أتموس ثورية في تقنيتها حيث كانت لا تحتاج إلى تعبئة أو شحن، بل كانت تعمل باستخدام التغيرات في درجة الحرارة في الهواء المحيط. هذه التقنية المتقدمة التي تستخدم غازًا محبوسًا في غرفة مغلقة بإحكام، تجعل الساعة تعمل بشكل مستمر دون أي تدخل خارجي.
ربما تكون ساعة ريفيرسو هي الأيقونة الأشهر في تاريخ جيجر لوكولتر. تم إطلاقها في عام 1931، وكانت مصممة خصيصًا للاعبي البولو البريطانيين. تتميز ريفيرسو بحالة قابلة للدوران تحمي الزجاج والمينا أثناء لعب البولو. أصبح تصميم الساعة المستوحى من أسلوب الآرت ديكو واحدًا من أبرز الرموز في تاريخ صناعة الساعات. حافظت ريفيرسو على مكانتها وظلت واحدة من الساعات الأكثر مبيعًا على مر السنين.
في عام 1968 تم اطلاق ساعة الغوص بولاريس، وهي ساعة أيقونية لدى الدار وتتضمّن وظيفة المُنبّه وهي مُجهّزة بنظام خلفية القفص الثلاثية الحائز على براءة اختراع والذي يهدف إلى جعل انتشار الصوت تحت الماء في أفضل حالاته.
في عام 1992، أطلقت جيجر- لوكولتر سلسلة ماستر كونترول التي أصبحت جزءًا أساسيًا من هوية الشركة. تتميز السلسلة بدقتها وقوتها، حيث تخضع كل ساعة لعدد من الاختبارات الصارمة التي تحاكي ظروف العالم الحقيقي. يتم اختبار كل ساعة في السلسلة لمدة 1000 ساعة لضمان موثوقيتها في مجموعة متنوعة من الظروف البيئية، بما في ذلك تقلبات درجات الحرارة، والرطوبة، والضغط الميكانيكي.
تم أيضاً تقديم كاليبر 101، وهو محرك ميكانيكي يعتبر من أصغر المحركات في العالم. يميز كاليبر 101 دقته العالية وحجمه الذي لا يتجاوز 14 مم في الطول و4.8 مم في العرض، يحتوي على 98 قطعة فقط بوزن قليل جدا.
تم استخدام كاليبر 101 في ساعة جيجر لوكولتر 101 الشهيرة التي ارتدتها الملكة إليزابيث الثانية خلال تتويجها في 1953، لتصبح بذلك هذه الساعة واحدة من الرموز الشهيرة في عالم الساعات.
في عام 2004، بعد إتقان تعقيد التوربيون، تحدى صانعو الساعات في جيجر- لوكولتر أنفسهم بتطوير جهاز قادر على تصحيح الأخطاء في موضع الميزان والتهريب من خلال تحريكهما على مستويين في جميع الأوضاع الممكنة، مما أدى إلى ولادة ساعة التوربيون متعددة المحاور.
تدور هذه الآلية على مستويين مختلفين، مما يسمح بتعويض الأخطاء الناتجة عن تأثيرات الجاذبية في مختلف الأوضاع. يكتمل دوران هيكل التوربيون الخفيف الوزن في 60 ثانية فقط، مما يساهم في تحسين الدقة بشكل كبير.
تُعتبر جيجر-لوكولتر رائدة في مجال الساعات المزودة بتوربيون، حيث قدمت العديد من الابتكارات البارزة. في عام 2009، فازت الدار بجائزتين في مسابقة الكرونومتر الدولية: الجائزة الأولى عن حركة "ماستر توربيون كاليبر 978"، والجائزة الثانية عن ساعة "جيوروتوربيون 2 ريفيرسو هيبريس ميكانيكا كاليبر 174".
بعض التعقيدات الأخرى من جيجر لي كولتر
منت ريبيتر وهو تعقيد ميكانيكي يتيح للساعة إصدار نغمات صوتية للإشارة إلى الوقت، ما يجعله مفيدًا في الظلام. بالاضافة إلى التقويم الدائم الذي يسمح للساعة بحساب التاريخ تلقائيًا، بما في ذلك السنوات الكبيسة، دون الحاجة إلى تعديل يدوي. أما تعقيدة المعادلة الزمنية تعرض الفرق بين الوقت الشمسي الحقيقي والوقت المدني، مما يجعلها ميزة مفيدة لمحبي الفلك.
وأيضاً الخرائط السماوية تُظهر مواقع النجوم والكواكب على ميناء الساعة وفقًا للموقع الجغرافي والوقت الحالي. وتعقيدة مراحل القمر تعرض دورة القمر في السماء، مما يضيف لمسة فلكية وجمالية إلى تصميم الساعة.

