ساعات راكيتا صناعة روسية تتحدى الزمن

ساعات راكيتا صناعة روسية تتحدى الزمن

منذ أكثر من ثلاثة قرون، وُضع حجر الأساس لصناعة الساعات الروسية حين أسس القيصر بطرس الأكبر مصنع بيترو دفوريتس في سانت بطرسبرغ عام 1721. كان هذا المصنع رمزًا للصناعة الروسية المتقدمة لكنه دخل عالم صناعة الساعات بقوة بعد الحرب العالمية الثانية، حين بدأ بإنتاج الساعات تحت العلامة التجارية راكيتا التي استُلهم اسمها من الطفرة السوفيتية في استكشاف الفضاء تحديدًا بعد رحلة يوري غاغارين عام 1961.

إبداعات تقنية وتصاميم خالدة

على مدار العقود، قدمت راكيتا ساعات متنوعة تتناسب مع مختلف البيئات والتحديات، بدءًا من الظروف القطبية القاسية و المغامرات الفضائية حتى الاستخدام اليومي الأنيق. وتعتبر راكيتا من القلائل التي تقوم بصنع ساعاتها بالكامل.

راكيتا بيق زيرو

تعد واحدة من أشهر الساعات التي أنتجتها الشركة، حيث تم تقديمها لأول مرة في السبعينيات، لكنها نالت شهرة واسعة في الثمانينيات بعد أن ارتداها الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف خلال زيارته إلى إيطاليا. تميزت هذه الساعة بمينا بسيط وأرقام عربية كبيرة و رقم الصفر الكبير بدل الرقم 12 مما يرمز إلى بداية جديدة أو تحول جذري، وهي رسالة عكست تحولات الاتحاد السوفيتي آنذاك.

ساعة بيق زيرو مصنوعة من الستيل بمحرك راكيتا اليدوي واحتياطي طاقة يصل إلى 40 ساعة مما جعلها خيارًا مثاليًا لمن يبحثون عن المتانة والأداء العملي.

راكيتا كوبرنيك

أحد أكثر التصاميم إبداعًا، فقد تم استلهامها من نظرية نيكولاس كوبرنيكوس عن مركزية الشمس في المجموعة الشمسية. ما يميز هذه الساعة هو عقاربها الدائرية الفريدة، حيث تحاكي الكواكب التي تدور حول الشمس. عقرب الساعات يظهر كدائرة تمثل الشمس، بينما يمثل عقرب الدقائق الكواكب مما يعطيها طابعًا فنيًا وعلميًا في آنٍ واحد.

وتعمل الساعة بمحرك راكيتا الذي يعد واحد من أدق المحركات اليدوية التي أنتجها المصنع حيث يوفر دقة تصل إلى ±10 ثوانٍ يوميًا مع احتياطي طاقة يصل إلى 42 ساعة. 

راكيتا بولار

كان هذا الإصدار مخصص للمستكشفين القطبيين والعلماء الذين يعملون في بيئات شديدة البرودة حيث يمكن أن يستمر النهار أو الليل لعدة أشهر. تتميز هذه الساعة بمينا 24 ساعة بدلاً من المينا التقليدي ذي 12 ساعة، مما يساعد على التمييز بين الليل والنهار في الأماكن التي تغيب فيها الشمس لفترات طويلة.

أما من حيث الأداء، فقد زُودت بولار بمحرك راكيتا 2623 الذي تم تصميمه خصيصًا لتحمل درجات حرارة منخفضة تصل إلى -50 درجة مئوية وهو مقاوم للصدمات، ما يجعلها الساعة مثالية للظروف القاسية. كما تأتي الساعة بحجم 40 مم مصنوعة من الستيل مع زجاج مقوى يمنحها متانة عالية.

ساعات الفضاء من راكيتا

انطلاقًا من الإرث السوفيتي في استكشاف الفضاء؛ قامت راكيتا بصناعة ساعات خاصة لرواد الفضاء. بعض النماذج الأولى خضعت لاختبارات قاسية في بيئات تحاكي ظروف الفضاء وأثبتت قدرتها على تحمل انعدام الجاذبية والتغيرات الحادة في الضغط.

واحدة من أبرز الإصدارات الفضائية كانت ساعة سبيس لونشر التي تم تطويرها بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس. هذا الإصدار المحدود لم يكن مجرد ساعة عادية بل تميز باستخدام معدن مأخوذ من مركبة فضائية حقيقية مع سوار مصنوع من أقمشة بدلة فضاء أصلية، مما جعلها قطعة فريدة لهواة الفضاء. كما تضمنت آلية ميكانيكية متطورة مقاومة للمجالات المغناطيسية والتغيرات في درجات الحرارة مما يعكس القوة الهندسية لراكيتا.

ساعة أمفيبيا

مستوحاة من تصميم ساعة أمفيبيا للغواصين من السبعينيات تأتي الساعة بمينا باللون الاسود ومؤشرات باللون البرتقالي، تتميز العقارب بطلاء السوبرلومينوفا المضيئة كما تم تصميم وتشطيب المحرك اليدوي في مصنع سانت بطرسبرغ في روسيا.

راكيتا أفانت قارد 

ساعة راكيتا أفانت قارد تجسد روح الفن الطليعي بتصميم هندسي جريء مستوحى من أعمال كازيمير ماليفيتش وكاندينسكي. تتميز بمينا غير تقليدي بأشكال وألوان تجريدية، وعقارب هندسية مميزة. تعمل الساعة بمحرك راكيتا المرصع بـ 24 جوهرة واحتياطي طاقة 40 ساعة ومقاومة للماء حتى 50 متر وتأتي بسوار جلدي فاخر.

إصدارات خاصة وتعاونات فريدة

بالإضافة إلى ساعاتها الكلاسيكية، قدمت راكيتا تعاونات مميزة مع جهات مختلفة، من بينها:

ماليفيتش تريبتيك وهي مجموعة محدودة مستوحاة من أعمال الفنان كازيمير ماليفيتش حيث جمعت بين التصميم التجريدي البسيط والألوان الجريئة.

بيغ زيرو إصدار الشرق الأوسط حيث أطلقت الشركة نسخة خاصة بتصميم عربي أنيق، كتحية للتراث العربي وحضورها القوي في الأسواق العربية.

لا تزال راكيتا واحدة من أبرز العلامات التجارية في عالم الساعات الميكانيكية حيث تحافظ على فلسفتها في التصنيع اليدوي والتصميم الجريء وهي من الشركات الروسية المستقلة التي تمتلك مصنع متكامل في إنتاج ساعات مميزه مع تعاون رسمي مع عدة جهات حكومية في روسيا ومنها وكالة الفضاء الاتحادية الروسية.



Back to blog

Leave a comment